لم أكن أتوقع أن تكون تجربتي مع شد الذراعين في دبي أكثر من مجرد إجراء تجميلي. كنت أبحث عن مظهر مشدود لذراعي، لكنني حصلت على ما هو أعمق من ذلك بكثير. هذه العملية لم تحسّن فقط شكلي الخارجي، بل أثّرت في نفسيتي وثقتي بنفسي، وأعادت تشكيل طريقة نظرتي إلى جسدي. في هذا المقال، أشارككم رحلتي العاطفية بكل تفاصيلها، منذ القرار الأول وحتى اليوم الذي نظرت فيه إلى نفسي بعين الرضا والقبول.
لماذا كان المظهر مهمًا بالنسبة لي؟:
على مدى سنوات، كنت أعاني من ترهلات في الذراعين نتيجة تغيرات وزنية متكررة. هذه المشكلة لم تكن فقط جسدية بل كانت تلامس أعماقي النفسية. كنت أشعر بالخجل من ارتداء الملابس بلا أكمام، وتجنبت الأنشطة الاجتماعية التي تتطلب مظهرًا معينًا. كنت دائمًا أجد نفسي في صراع بين قبول ذاتي كما هي، والرغبة في التغيير.
القرار الصعب: هل أقوم بالعملية؟:
اتخذت قراري بعد شهور من التفكير، والاطلاع على تجارب الآخرين. لم يكن القرار سهلًا، فقد رافقني الخوف من الألم، ومن النتائج، ومن "ماذا لو لم أشعر بالفرق؟". لكن رغبتي في تحسين جودة حياتي النفسية كانت أكبر من مخاوفي. بعد جلسة استشارية في أحد المراكز المرموقة، بدأت أشعر بالارتياح وأدركت أنني أخيرًا على وشك القيام بخطوة كنت أحتاجها منذ سنوات.
الدعم النفسي كان أساسيًا:
أهم ما ساعدني خلال هذه المرحلة لم يكن فقط الطبيب أو الإجراء نفسه، بل:
دعم الأصدقاء والعائلة
التحدث مع أشخاص خاضوا نفس التجربة
تثقيف نفسي حول ما سيحدث جسديًا ونفسيًا
التحضير النفسي لتغيّر شكل جسدي
العمل على بناء الثقة بالنفس بالتوازي مع القرار الطبي
هذا الدعم جعلني أدخل العملية واثقة بأنني في الطريق الصحيح.
بعد العملية: البداية الجديدة:
اليوم الأول بعد العملية كان صعبًا جسديًا، لكن عاطفيًا كان محمّلًا بالأمل. صحيح أنني شعرت بعدم الراحة والألم، لكنني كنت أدرك أن كل ألم مؤقت يقودني نحو تحول دائم. نظرت إلى نفسي في المرآة وابتسمت، رغم الضمادات والتورم، لأنني عرفت أنني بدأت خطوة نحو التصالح مع نفسي.
الصبر مع الذات والتعافي:
لم تكن فترة التعافي جسدية فقط، بل كانت:
إعادة بناء علاقتي بجسدي
تقبل الندوب كمؤشر على الشفاء لا العيب
الاحتفال بكل تقدم صغير
مقاومة الأفكار السلبية حول الكمال والمقارنة
تحويل التركيز من الشكل الخارجي إلى الشعور الداخلي بالرضا
هذه المرحلة كانت الأكثر ثراءً نفسيًا بالنسبة لي.
الذراعان الجديدان والشخصية الجديدة:
بعد مرور أشهر، بدأت ألاحظ تغيرًا ليس فقط في الذراعين، بل في ثقتي بنفسي، في طريقتي في الحديث، في حضوري أمام الآخرين. لم أعد أختبئ وراء أكمام طويلة أو تبريرات، بل شعرت أخيرًا أن مظهري يعكس ما كنت أريده دائمًا: القوة، والنضج، والقبول.
تغيرات في العلاقات الاجتماعية:
أثر تغيّر مظهري وثقتي في ذاتي على تواصلي مع الآخرين بشكل واضح:
أصبحت أكثر راحة في المناسبات الاجتماعية
تخلصت من التوتر عند التقاط الصور
شعرت بحرية أكبر في اختيار ملابسي
شعرت أنني أكثر تحكمًا في صورتي الذاتية أمام الآخرين
هذه المكاسب النفسية لا تقدر بثمن، وهي ما جعلت التجربة أكثر عمقًا من مجرد "تجميل".
التقدير الحقيقي للجسد:
هذه التجربة علمتني أن أجسامي ليست أدوات للكمال أو الجمال فقط، بل:
أجسادنا تحمل قصصنا وتجاربنا
الندوب هي رموز للشفاء لا العيوب
التغير الجسدي يمكن أن يكون بوابة للتغير الداخلي
لا بأس في أن نطلب التغيير عندما يؤلمنا الثبات
العناية بالجسد جزء من احترام النفس
هل يستحق الأمر؟ نعم، وأكثر:
أعلم أن هناك من قد يرى الجراحة التجميلية رفاهية أو أمرًا سطحيًا، لكن بالنسبة لي، كانت:
خطوة شفاء نفسي
إعلانًا بالتصالح مع نفسي
مبادرة لاستعادة السيطرة على حياتي
لحظة قوة لا ضعف
لقد خرجت من هذه التجربة أكثر قوة، ومرونة، وحبًا لذاتي كما لم يحدث من قبل.
الخاتمة:
عملية شد الذراعين لم تكن مجرد إجراء طبي، بل كانت بداية جديدة لحياة أكثر خفةً، نفسيًا وجسديًا. لم يكن الأمر متعلقًا فقط بالمظهر، بل بإعادة بناء ثقتي، ومصالحة بيني وبين جسدي الذي لطالما شعرت أنه خذلني. الآن، بعد عام تقريبًا، أنظر إلى التجربة كعلامة فارقة في حياتي. أقول لكل من يتردد: افهم دوافعك، ثق بحدسك، وإذا كان التغيير سيشفيك، فامضِ نحوه بشجاعة.